
أقيم تحت رعاية نيافة المطران سني إبراهيم عازر، مطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة حفل تخريج مدرسة طاليثا قومي. وحضر الحفل ممثلا ً عن نيافة المطران البروبست الألماني للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في القدس وعضو مجلس إدارة المدرسة، فولفغانغ شميدت.
بدأت مراسم الإحتفال الذي كان تحت عرافة السيدة إبتسام أنضوني والسيد فن ياغو بدخول موكب الخريجين والخريجات، ثمّ عزفت مجموعة طاليثا قومي الكشفية النشيد الوطني الفلسطيني وفرقة أبواق السلام النشيد الوطني الألماني.
كان المتكلّم الأول في هذا الإحتفال مدير المدرسة، السيد رولف ليندمان. رحّب بالحضور وهنّأ خريجات وخريجي الأبيتور الألماني لاجتيازهم إمتحان الأبيتور بنجاح ٍ باهر وكذلك إمتحانات إتمام المرحلة الثانويّة المدرسية. وهنّأ بشكل ٍ خاص الخريجة فرات البرقاوي التي أحرزت أعلى معدّل في امتحان الأبيتور وهو (1.1)، علما ً بأن المعدّل العام لامتحان الأبيتور الألماني في هذا العام كان (1.9).
قال السيد ليندمان في كلمته بأن طاليثا قومي كانت دائما ً إحدى أفضل مدارس فلسطين، ومنذ هذه السنة الدراسية المنصرمة أصبحت طاليثا قومي “مدرسة ألمانية ممتازة خارج ألمانيا” بشهادة من رئيس جمهورية ألمانيا الإتحادية، الدكتور فالتر شتاينماير. وأردف السيد ليندمان يقول بأن الطلبة والطالبات قد توصّلوا بشهادة تخرجهم من المدرسة إلى مستوى عالمي كالمدارس في ألمانيا وفي أوروبا وفي جميع المدارس الألمانية الأخرى المنتشرة في جميع أنحاء العالم.
وشجّع مدير المدرسة السيد ليندمان خريجي وخريجات الأبيتور الألماني وكذلك جميع خريجي وخريجات التوجيهي (الإنجاز) الحاصلين على شهادة الدبلوم الألماني في اللغة الألمانية للدراسة في ألمانيا لأنّ الطلبة هناك لا يحتاجون عادة ً لدفع أقساط دراسية ويتلقون علاوة ً على ذلك تدريبا ً مميّزا ً. وانتهز السيد ليندمان هذه الفرصة ليشكر الجهات الداعمة لطاليثا قومي في ألمانيا، أكانوا أفرادا ً أم مؤسسات، وبشكل ٍ خاصّ الجهة القائمة على المدرسة، جمعية برلين التبشيرية وحكومة ألمانيا الإتحادية والشبائن والمتبرعين الأفراد.
وخاطب السيد المدير في ختام كلمته الخريجات والخريجين قلائلا ً:”أتمنى لكم القوّة على وداع طاليثا قومي ووداع مرحلتكم الدراسية فيها وعلى المرحلة الجديدة التي بدأت من حياتكم. أتمنّى لكم القوة للسير بكلّ شجاعة في الطرق الجديدة التي أمامكم”. وتمنّى لخريجات وخريجي مساق التوجيهي (الإنجاز) كلّ نجاح ٍ وتوفيق في الإمتحانات الرسميّة المقبلة.
وتكلّم بعد المدير مباشرة ً مدير مكتب الممثلية الألمانية في رام الله، السيد بيتر أندرياس بيرفيرث، كممثل عن جمهورية ألمانيا الإتحادية مؤكدا ً بأنه فخر ٌ له أن يهنىء باسم الحكومة الألمانية الإتحادية الخريجات والخريجين من كلا المساقين وقال في سياق كلمته بأن إمتحان الأبيتور الألماني في طاليثا قومي ناجح وأنّ هذا ما يسعده كثيرا ً كممثّل ألمانيا في فلسطين.
وأكّد السيد بيرفيرث بأن حكومة ألمانيا الإتحادية سوف تواصل مستقبلا ً دعم مدرسة طاليثا قومي بقوّة وأنّ طاليثا قومي مدرسة فريدة من نوعها وسمعتها تتجاوز حدود فلسطين، بل ولا غنى عن طاليثا قومي في فلسطين على حدّ قوله.
ثمّ وجّه السيد بيرفيرث شكره للطالبات والطلبة وللهيئة التدريسية وللعاملين في المدرسة ولإدارتها لمثابرتهم وعملهم الدؤوب من أجل طاليثا قومي.
تلا كلمة السيد بيرفيرث فقرة موسيقية قدّمتها جوقة المدرسة تحت إشراف معلّم الموسيقى السيد فولفغانغ فايبلي.
وكممثّل عن مديرية التربية والتعليم في محافظة بيت لحم ألقى السيد نعمان حمدان كلمة بالمناسبة أكّد فيها بأنّ طاليثا قومي مدرسة من نوع ٍ خاصّ وبأن وزارة التربية والتعليم فخورة بها. وطاليثا قومي، بالنسبة له، مثال يحتذى به للتعايش السلمي ما بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين.
ووجّه د. تشارلي حدّاد بصفته مدير التربية والتعليم للمدارس اللوثرية كلمته للخريجين مقدّما ً لهم نصائح في طريق حياتهم. عليهم، كما قال، التحلّي بالثقة بالنفس وتجاوز الصعوبات التي تعترضهم في حياتهم لا يكون بردّ الفعل الضعيف، بل بالمحبّة. وأردف يقول بأن طاليثا قومي بالنسبة له مدرسة عريقة ومشهورة، وهي مدرسة لوثرية ألمانية – فلسطينيّة.
شكر د. تشارلي حدّاد مدير المدرسة، السيد رولف ليندمان، الذي ستنتهي فترة خدمته كمدير للمدرسة في نهاية هذه السنة الدراسية، لعمله الدؤوب وأكد بأن اجتياز المدرسة لعملية التفتيش يعتبر نجاحا ً للسيد ليندمان الذي قام بإدارة الهيئة التدريسية والعاملين بشكل ٍ حكيم وبتشجيع ٍ منه. وتمنّى السيد حدّاد للمدير وزوجته كلّ خير وتوفيق.
وبعد فقرة موسيقية لجوقة المدرسة بإشراف السيدة ريم حنضل بأغنية من تأليفها الموسيقي حول القدس (“يا قدس”) ألقى الطلبة الخريجون كلماتهم باللغات الثلاث، العربية والألمانية والإنجليزية.
شكر الخريجون في كلماتهم الثلاث معلميهم ومعلماتهم وإدارة المدرسة لكلّ ما قدموه لهم في السنوات الأخيرة. لقد أشادوا بشكل ٍ خاصّ بهذا اليوم بالنسبة لهم وللمدرسة.
كانت آخر الكلمات للبروبست بالنيابة عن المطران ومجلس إدارة المدرسة. قال بأن من دواعي سروره أن يكون في طاليثا ونقل للخريجين تهاني المطران عازر والقسّ نيبر من جمعية برلين التبشيرية. وأكّد البروبست شميدت في كلمته على أهمية ما توصّل إليه الخريجون مع نهاية مرحلتهم الدراسية في طاليثا قومي.
وفي الختام قام البروبست شميدت والسيد ليندمان والسيد ميلاد إبراهيم نائب المدير، والسيد نعمان حمدان بتسليم الشهادات للخريجين، حيث تمّ تخريج (19) طالب وطالبة في الفرع الأدبي و (20) طالب وطالبة في الفرع العلمي و (7) في فرع الديا (الأبيتور الألماني).
بعد تسليم الشهادات تمّ تكريم الطلبة الأوائل من كلّ فرع.
فازت بالمرتبة الأولى في الفرع العلمي الطالبة أية زواهرة، وفي المرتبة الثانية الطالبة ساندرا زيدان والياس عمرو.
وفي الفرع الأدبي فازت بالمرتبة الأولى الطالبة لورديس ثعالبة، وفي المرتبة الثانية الطالبة سارة أبو علية.
وفي فرع الدياب (الأبيتور الألماني الدولي) فازت بالمرتبة الأولى الطالبة فرات برقاوي، وفي المرتبة الثانية الطالب رامي الأعرج.
ثمّ كرّم الخريجين والخريجات إدارة المدرسة ومربي الصفوف. حيث قامت المتخرجة يارا الناظر من الصف الثاني عشر دياب بتكريم السيد ليندمان وسلّمته بالنيابة عن جميع الخريجين والخريجات درعا ً رمزا ً للشكر والتقدير لما قام به من خدمة في طاليثا قومي.
بعدها قامت ممثلات أولياء الأمور بتكريم مربي ومربيات الصفوف (السيدة سناء عمية، السيدة إلين قمصية والسيد فن ياغوف) وإدارة المدرسة (السيد ميلاد إبراهيم والسيد يوسف طشية).
تمّ بعد ذلك تسليم الراية إلى طلبة الصف الحادي عشر، حيث قام الطالب رامي الأعرج بتسليمها للطالب آدم الخطيب، والطالبة سارة أبو علية للطالبة روان جبر والطالب إلياس عمرو للطالبة سونيا زرينة.
وكما في كلّ عام، رتّل الخريجون والخريجات في هذا العام أيضا ً مع جوقة المدرسة والهيئة التدريسية نشيد طاليثا قومي المحبوب.
وفي ختام الحفل قام القسّ أشرف طنوس، راعي الطائفة اللوثرية في بيت جالا، بإلقاء الصلاة الختامية مع البركة على الحاضرين باللغتين العربية والألمانية.
لقد كان تخريجا ً رائعا ً وناجحا ً لفوج ٍ جيّد في طاليثا قومي.
تهانينا القلبية لخريجي وخريجات الأبيتور الألماني ولخريجي وخريجات التوجيهي التوفيق والنجاح في إمتحاناتهم الرسميّة.
ليبارك الربّ طاليثا قومي !