تنصيب مدير المدرسة الجديد في طاليثا قومي

بحضور ممثلي راعي المدرسة، بعثة برلين التبشيرية والكنيسة المحلية وعائلة طاليثا قومي، جرت يوم السبت 16 تشرين الأول 2024 في كنيسة المدرسة خدمة تنصيب مدير المدرسة الألماني الجديد، السيد ريزه، رسميًا في منصبه.

بدأت الخدمة بصلاة تلاها كل من القس د. سيمون كونتسه، المدير التنفيذي لطاليثا قومي، والقس أشرف طنوس، راعي المدرسة. 

وبعد الترنيمة اللوثرية “سلامك فاق العقول” التي رتلتها جوقة المدرسة بإشراف معلمة الموسيقى السيدة ريم حنضل، قُرئت قراءات من الكتاب المقدس، أدّتها الطالبة نيروز قيسية (10 د) والطالبة ميرال حبيبة (11 علمي). بعد ذلك ألقى القس د. كونتسه عظة.

وجه د. كونتسه حديثه للسيد ريزه قائلًا: 

“لقد مضى على وجودك هنا بضعة أسابيع، ولديك تجاربك مع “اللغة الجديدة” في بيت جالا. تتعلم اللغة العربية من أجل فهم المزيد عن الناس والثقافة هنا. تعلم كيف يتحدث الناس مع بعضهم البعض في هذه المدرسة. تعلم كيفية التواصل مع إدارة المدرسة، والكنيسة اللوثرية هنا، ومع جميع الأشخاص المرتبطين بطاليثا.” 

وأردف السيد كونتسه قائلًا: 

“طاليثا قومي هي مدرسة في منطقة تعاني من هذه الحرب، وأيضًا من بعض الصراعات الاجتماعية داخل فلسطين وإسرائيل. كثيرون هنا، من الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، يقولون لي: آمل بمستقبل أفضل. آمل أن تكون الأمور أفضل في العام المقبل.”

وفي نهاية العظة، تلا الصلاة التالية: 

“نسألك يا رب أن تبارك لنا كلمتك، حتى تأتي بثمر جيد! 

فلتساهم أقوالنا وأفعالنا في تحقيق السلام الذي جلبته. 

دعونا ننظر إليك اليوم ونمضي قدمًا بثقة نحو المستقبل الذي تعدّه لنا. 

آمين.”

بعد أغنية باللغة الإنجليزية “سوف نتغلب” (We Shall Overcome) التي أدتها جوقة المدرسة تحت إشراف معلمة الموسيقى السيدة فون دومبوه، قام السيد د. كريستوف تاليمان، رئيس جمعية برلين التبشيرية، بطقوس الإلزام لمدير المدرسة الجديد. وقد تعهد المدير الجديد بالالتزام بقوانين المدرسة وجمعية برلين التبشيرية. 

تلا ذلك صلاة للمدير الجديد تلاها القس أشرف طنوس، وصلاة للعاملين في طاليثا قومي أدّتها مديرة المدرسة الفلسطينية، السيدة لورا بشارة. ثم بارك د. تاليمان مدير المدرسة الجديد وتمنى له التوفيق وبركة الله في منصبه الجديد. وفي نهاية الخدمة، بارك القس طنوس والقس كونتسه الحضور.

بعد ذلك، انتقلنا إلى الجزء الرسمي من الحدث، حيث رحبت عريفة الحفل، السيدة ماري صنصور، بالحضور وشكرتهم على مشاركتهم طاليثا قومي في هذا الحدث المهم. 

ثم قدمت مجموعة كشافة ومرشدات طاليثا قومي عزفًا للنشيد الوطني الفلسطيني، تلاه عزف النشيد الوطني الألماني من فرقة “أبواق السلام” الموسيقية.

وتحدث في الحفل ممثلو المؤسسات الرسمية من ألمانيا وفلسطين، ورحبوا بمدير المدرسة الجديد وتمنوا له التوفيق في مهمته الجديدة. 

في البداية، تحدثت نائبة رئيس الممثلية الألمانية في رام الله، السيدة أولريكه بورمان، وأكدت دعم الحكومة الاتحادية الألمانية لطاليثا قومي كمدرسة ألمانية في الخارج في فلسطين. 

وصفت السيدة بورمان طاليثا قومي بأنها مدرسة أثبتت أنها مؤسسة تعليمية متميزة على مدار سنوات عديدة، حيث لا تعزز التفوق الأكاديمي فحسب، بل تغرس أيضًا قيمًا مثل التسامح، والحوار، والاحترام المتبادل. وأكدت أن طاليثا قومي تشكل مكانًا للتواصل الثقافي والديني، وتضع أساس السلام من خلال اللقاءات. 

وقالت السيدة بورمان: 

“تفتخر جمهورية ألمانيا الاتحادية بالعلاقة والشراكة الودية التي استمرت لعقود مع مدرسة طاليثا قومي. وسنواصل بذل قصارى جهدنا لدعم هذه المؤسسة، وبالتالي المساهمة في تنمية الشباب وتعزيز الحوار ومستقبل مفعم بالأمل.” 

وأخيرًا، تمنت للسيد ريزه النجاح والإلهام والشجاعة في السنوات القادمة.

ثم هنأ د. لؤي زعول، ممثل محافظ بيت لحم السيد محمد طه أبو عليا، مدير المدرسة الجديد على تنصيبه مديرًا لطاليثا قومي. وسلط الضوء على دور طاليثا قومي كمؤسسة تعليمية ممتازة في المحافظة.

بعد أغنية فلسطينية غنتها جوقة المدرسة تحت إشراف السيدة ريم حنضل، تحدث ممثلو لجان المدرسة. 

تحدثت المربية ابتسام أبو سعدة نيابة عن لجنة المعلمين والموظفين، حيث أعربت عن أمل وثقة الموظفين في السيد ريزه وأثنت على كفاءته الأكاديمية والتربوية، قائلة: 

“سنعمل يدًا بيد، إدارة المدرسة والموظفين، لمواصلة تطوير طاليثا قومي.” 

ثم تحدث السيد طارق الجعيدي، رئيس مجلس أولياء الأمور، وشكر المدير الجديد على انفتاحه واستعداده للعمل مع ممثلي أولياء الأمور، ووعد بدعم اللجنة لتحقيق تقدم المدرسة.

تحدثت ليانا بقاعي وعيسى شيخة نيابة عن مجلس الطلاب، وأظهرا رغبتهما في العمل مع المدير الجديد، وتبادل الأفكار معه، والتواصل بشكل مفتوح لتحسين المدرسة وخلق جو أفضل.

وأخيرًا، ألقى المدير الجديد، السيد ريزه، كلمة شكر فيها الجميع على استقبالهم الحار، وقدم تصوره للمدرسة على النحو التالي: 

“وهكذا يبدو التعليم الجيد والمدرسة الجيدة: يتم نقل المعرفة، ويتم غرس القيم، وتُفتح الآفاق. يجب أن تكون المدرسة هي المكان الذي نضع فيه أسس الانفتاح والتسامح. هي المكان الذي نمكّن فيه الشباب من اتخاذ القرارات دون أن يحكموا على الآخرين.”

وعندما سُئل عن سبب اختياره لفلسطين، أجاب السيد ريزه: 

“الأمر يتعلق بجوهر المدرسة الذي تم شرحه للتو، بالفكرة الحقيقية للمدرسة وكيف يتم عيشها فعليًا في طاليثا قومي. إنها خصوصية طاليثا قومي التي دفعتني للمجيء هنا. طاليثا لن تنهي الحرب، لكنها تقدم نموذجًا مغايرًا في منطقة يهيمن عليها العنف والصراع. هنا يلتقي الفتيان والفتيات، المسلمون والمسيحيون يوميًا، ويتعلمون معاني التعاطف، والتسامح، والتضامن، والعيش بسلام.” 

وفي الختام، عبر السيد ريزه عن امتنانه للعمل كمدير لهذه المدرسة، وشكر الجميع على انفتاحهم والثقة التي استقبلوه بها. ووعد ببذل كل ما بوسعه لضمان أن تظل طاليثا قومي مكانًا للمعرفة، واللقاءات، والتسامح، وفرص التعليم، والآفاق المستقبلية.

في نهاية الحدث، غنت جوقة المدرسة والحضور نشيد طاليثا قومي. 

وبعد الحفل، تلقى المدير الجديد التهاني من الضيوف وعائلة طاليثا قومي في حفل استقبال أقيم في قاعة المدرسة.

نشكر كل من ساهم في نجاح هذه الفعالية ونتمنى لمدير المدرسة الجديد القوة وبركة الرب لما فيه مصلحة مدرستنا الحبيبة طاليثا قومي.