برنامج التبادل الطلابي فينكنفردر – هامبورغ

 منذ العام 2012 يوجد هناك برنامج التبادل الطلابي الثقافي ما بين المدرسة الألمانية الإنجيليّة – اللوثريّة طاليثا قومي والمدرسة الثانوية في فنكنفيردر، إقليم هامبورغ. الفئة المستهدفة في هذا البرنامج هم طلاب الصف العاشر الدياب.

لقد كان هدف اللقاء ما بين طاليثا قومي وفنكنفيردر قبل كلّ شيء هو التبادل ما بين الثقافتين، الفلسطينيّة والألمانيّة، واكتشاف الإختلافات والقواسم المشتركة بينهما وتطوير تفاهم بين الثقافات.

وقد تضمّن برنامج الزيارة التبادليّة زيارات لحصص دراسيّة ورحلات وجولات في هامبورغ وفنكنفيردر وكذلك رحلة للعاصمة الإتحاديّة برلين. خلال الزيارة المقابلة للطلاب الألمان من فنكنفيردر الى بيت جالا يتم زيارة الأماكن المقسة والتاريخية في القدس وبيت لحم.

وكان من ضمن البرنامج في العام 2016 كما في الأعوام السابقة زيارة لمبنى بلدية هامبورغ حيث تمّ استقبال المجموعة الطلابيّة من قبل عضوة الحزب الإشتراكي الديمقراطي الألماني، السيدة سيلفيا فوفريتسكو. وبعد جولة في مبنى البلدية أجري نقاش ممتع مع السيدة فوفريتسكو حول مواضيع متنوعة مثل سياسة اللآجئين في ولاية هامبورغ وإمكانية حصول طلبة من طاليثا قومي على أماكن للتدريب العملي في هامبورغ. ومن المعروف بأن السيدة سيلفيا فوفريتسكو نشطة منذ عدّة سنوات في برنامج التبادل الطلابي ما بين طاليثا قومي وفنكنفيردر.

في أمسية خُصّصت للتعريف بوطنهم فلسطين قدّم طلاب طاليثا قومي للأهالي المضيفين في إحدى قاعات مدرسة فنكنفيردر الثانوية مدرستهم طاليثا قومي وفلسطين. وعرض الطلبة خلال شرحهم أشرطة قصيرة عن حياتهم في فلسطين، واختتمت الأمسية برقصة دبكة.

وكان من المحطات المهمة والبارزة في البرنامج القيام بزيارة مدتها يومان للعاصمة برلين زارت خلالها المجموعة الطلابية مكاتب ومقرّ جمعية برلين التبشيريّة حيث أجري هناك لقاء مع الطلبة الفلسطينيين الدارسين في برلين. وأطلع هؤلاء طلبتنا على تجاربهم في ألمانيا، ثمّ أجري بعد ذلك لقاء مع سكرتير الشرق الأوسط في جمعية التبشيريّة، القسّ ينس نيبر، الذي شرح للطلبة عمل جمعية برلين التبشيرية في فلسطين وفي جميع أرجاء العالم.

قامت المجموعة الطلابية في اليوم الثاني من زيارة برلين بجولة في أرجاء المدينة باستخدام حافلة سياحيّة لهذا الغرض، وزارت المجموعة النصب التذكاري للمحرقة (الهولوكاوست) وبوابة براندنبرغ ومبنى الرايشستاغ، مقرّ البرلمان الألماني الإتحادي (البوندستاغ). وقامت بعد ذلك بجولة في “قصر الدّموع” (Tränenpalast) مع معرض “تجارب الحدود” (Grenz-Erfahrung) الذي يروي تاريخ المعبر الحدودي ما بين شطري برلين الشرقية والغربية عند شارع فريدريش (فريدريش شتراسة).

وإضافة إلى برنامج التبادل الطلابي، اشترك الطلبة الفلسطينيّون والألمان في إنجاز مشروع مشترك كان عنوانه في هذا العام “الهجرة إلى ومن ألمانيا وفلسطين / إسرائيل من منتصف القرن التاسع عشر لغاية منتصف القرن العشرين”. وقامت مجموعة الطلبة من الجانبين في إطار عمل المشروع بجولة في متحف المهاجرين في بالينشتادت. وهناك اطّلع الطلبة على تاريخ الهجرة من وإلى هامبورغ عبر أربع مراحل زمنيّة. ويرافق الزائر في ثلاثة (قاعات) بيوت الناس (المهاجرين) بكلّ أمنياتهم وأحلامهم التي حملوها معهم في طريقهم لموطنهم الجديد.

كان التركيز في  زيارة التبادل في عام 2015 على عمل مسرحي. وكان موضوع العرض المسرحي “الوطن”. ما هو الوطن، مما يعني الوطن بالنسبة لي وماذا يمكن أن أكون بدون وطني؟ هذه الأسئلة وغيرها حول المستقبل، والأحلام والحرية والقمع عرضها الطلاب من بيت جالا و فنكنفيردر في مشاهد مسرحية مشتركة جعلت الجمهور يفكر ويتعامل مع نفسه ولقاء ثقافة مختلفة.

يفيد برنامج التبادل الطلابي الثقافي هذا والرّحلة المرتبطة به إلى ألمانيا الطلبة الفلسطينيين ويعطيهم فرصة التعرّف على الحضارة / الثقافة الألمانيّة، وهو يشكّل بذلك مساهمة ً للتفاهم بين الدّول.